26 نوفمبر 2025 - 16:26
آیة الله الیعقوبي: السيدة الزهراء (س) ركن الدين/ وعلى الأمة أن تكون "الرهط" الذي يحمي الإسلام وقادته

ألقى آية الله الشيخ محمد اليعقوبي، خطابه السنوي في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س)، وذلك أمام الآلاف من المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة ثورة العشرين بمدينة النجف الأشرف، قبيل انطلاق النعش الرمزي للسيدة الزهراء نحو مرقد الإمام علي (ع)، ضمن فعاليات الزيارة الفاطمية الكبرى التي انطلقت قبل 21 عاماً.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انطلقت یوم أمس مراسیم النعش الرمزي للسيدة الزهراء نحو مرقد الإمام علي (ع)، ضمن فعاليات الزيارة الفاطمية الكبرى التي انطلقت قبل 21 عاماً بمدينة النجف الأشرف.

واستند الشيخ اليعقوبي في افتتاح خطابه إلى قوله تعالى في سورة هود:﴿قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنّا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز﴾،موضحاً أن الآية تكشف جانباً من أساليب المعاندين في مواجهة الأنبياء؛ حيث يلجأون إلى السخرية والتجهيل وإنكار الحقائق حين يعجزون عن مواجهة الحجة بالدليل، ثم ينتقلون إلى التهديد والإيذاء.

وبيّن سماحته أن هذه الأساليب "هي نفسها التي واجهها المصلحون على مرّ التاريخ"، إذ يتهمون الأعداء، دعوات الإصلاح بإثارة الفتنة والشغب، ويعملون على فصل الناس عن المصلح الحق حتى لا يصل صوته إليهم. وأضاف أن قوم شعيب (عليه السلام) كانوا يستخفون بدعوته ويصفونه بالضعف، رغم امتلاكهم المال والسلطة والنفوذ الإعلامي، لكنهم كانوا يتجنبون قتله خوفاً من ردّة فعل رهطه، أي جماعته القليلة.

واستشهد الشيخ اليعقوبي بما رُوي في يوم عاشوراء عندما ردّ جيش ابن مرجانة على خطابات الإمام الحسين (عليه السلام) بالقول: "ما ندري ما تقول"، مؤكداً أن القلوب المغلقة تحرم أصحابها من فهم الحق، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً﴾.

ثم تطرق إلى التاريخ الإسلامي الأول، مشيراً إلى أن نصرة الدعوة المحمدية ما كانت لتستمر لولا حماية أبي طالب وحمزة (عليهما السلام)، وأن قريش لم تفكر بقتل النبي (صلى الله عليه وآله) إلا بعد وفاة أبي طالب، الذي وصفه الرسول بأنه "ركنه الشديد".

وروى سماحته ما ورد في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) بأن جبرائيل أمر النبي بالخروج من مكة بعد وفاة عمه لأنه لم يعد له فيها ناصر.

آیة الله الیعقوبي: السيدة الزهراء (س) ركن الدين/ وعلى الأمة أن تكون "الرهط" الذي يحمي الإسلام وقادته

وانتقل سماحته بعد ذلك إلى المرحلة التي تلت رحيل النبي الأكرم، مبيناً أن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت السند الأهم لأمير المؤمنين (عليه السلام)، بما تمتلكه من قدسية ومكانة في قلب الأمة. وقال إن كلمات النبي المتواترة في حقها - من قبيل: "فاطمة بضعة مني"- جعلتها "ركناً شديداً" يلجأ إليه الإمام علي (عليه السلام) في أصعب اللحظات.

وأكد الشيخ اليعقوبي أن دور السيدة الزهراء (عليها السلام) لا يقتصر على حقبة تاريخية معينة، بل يمتد كخطاب موجّه للأمة عبر العصور، ليحذّر من التخلي عن نصرة الحق. وقال: "العداء للإسلام اليوم مفتوح، وقد اشتدّ بأساليب الخداع والتضليل والتسقيط والحرب الناعمة، وعلى الأمة أن تكون رهط الإسلام الذي يخشاه الأعداء، وركنه الشديد الذي يؤوى إليه".

وأضاف أن حماية القادة الربانيين واجب شرعي وأخلاقي، لأن الأعداء لا يخشون الأشخاص بقدر ما يخشون الحاضنة الشعبية المخلصة، مشيراً إلى أن استهداف العلماء يبدأ بمحاولات التسقيط، فإن غابت ردود فعل الأمة انتقل الأعداء إلى التصفية المادية، كما حصل مع الشهيدين الصدرين.

وفي ختام خطابه، دعا الشيخ اليعقوبي المؤمنين إلى تحقيق عدة خطوات عملية في نصرة العلماء الرساليين، أبرزها:إيصال صوت القائد الرباني، ونشر آرائه والدفاع عنها ورد الشبهات، مستشهداً بقول الإمام الرضا (ع): "لو علم الناس محاسن كلامنا لاتّبعونا".قيام النخبة العلمية بتبيان مؤهلات القائد وشروط القيادة الشرعية فيه.حماية المشروع الرسالي من خلال الالتزام به عملياً، لأن انحراف الأتباع يسهّل محاصرة القائد.بذل الهمة في تنفيذ المشروع وتفعيل المؤسسات العاملة عليه في المجتمع، فمدى تأثير القائد يُقاس بفاعلية أتباعه.

تعليقك

You are replying to: .
captcha